أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة عيد الفطر المبارك للدكتور محمد حرز

خطبة عيد الفطر المبارك للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 1 شوال 1443هـ، الموافق 2 مايو 2022م.

 

لتحميل خطبة عيد الفطر المبارك للدكتور محمد حرز بصيغة word .

 

لتحميل خطبة عيد الفطر المبارك للدكتور محمد حرز بصيغة pdf .

 

 

ولقراءة خطبة عيد الفطر المبارك للدكتور محمد حرز 2022م  : كما يلي:

خطبة عيد الفطر المبارك

الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ  لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد….

اللهُ أكبرُ كلمَا صامَ صائمٌ وأفطرَ، اللهُ أكبرُ كلمَا لاحَ صباحُ عيدٍ وأسفرَ، اللهُ أكبرُ كلمَا لمعَ برقٌ وأمطرَ، اللهُ أكبرُ ما صامَ المسلمون رمضانَ ,اللهُ أكبرُ ما تركوا الشهواتِ واللذاتِ مِن أجلِ الرضوانِ، اللهُ أكبرُ ما طهرَهُم الصيامُ مِن أدرانِ الذنوبِ والمعاصِي والآثامِ ،اللهُ أكبرُ ما أخرجُوا زكاةَ فطرِهِم شكرًا للهِ علي وافرِ الإحسانِ ،اللهُ أكبرُ عددَ قطرِ الأمطارِ ,وعددَ ورقِ الأشجارِ وعددَ ما أظلمَ عليه الليلُ وأشرقَ عليه النهارُ، اللهُ أكبرُ كلمَا رجعَ مذنبٌ وتابَ ، اللهُ أكبرُ كلمَا رجعَ عبدٌ وأناب ،اللهُ أكبرُ ما هللَ كلُّ شيءٍ وسبحَ الإنسانُ ،اللهُ أكبرُ ما دامتْ الحياةُ برحمةِ الرحمن، اللهُ أكبرُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ,اللهُ أكبرُ ما كانتْ الحياةُ يسودُهَا الأمنُ والأمانُ   اللهُ أكبرُ فوقَ كلِّ ظلمٍ وعدوان ،اللهُ أكبرُ كبيرًا, والحمدُ للهِ كثيرًا وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا

سبحانَ مَن أنشأَ الكونَ وسخرَهُ، سبحانَ مَن نظمَهُ ودبرَهُ ،سبحانَ مَن أدارَهُ وسيرَهُ ،سبحانَ مَن ملأهُ وعمرهُ , سبحانَ مَن قضَي علي كلِّ شيءٍ وقدرَهُ ،سبحانَ مَن أسالَ الماءَ وفجرَهُ ،سبحانَ مَن خلقَ الإنسانَ وصورَهُ، سبحانَ اللهِ وبحمدِهِ سبحانَ اللهِ العظيمِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

أمَّا بعدُ …………….فأهلاً بالعيدِ بكلِّ ما يحملُ مِن فرحةٍ وسعادةٍ وكلُّ عامٍ وأنتُم بخيرٍ .

تابع خطبة عيد الفطر المبارك

 أيُّها السادةُ : قولُوا لا إلهَ إلَّا اللهُ تفلحُوا في الدنيا والآخرةِ ،قولوا  لا إلهَ إلّا اللهُ تنعموا  ف((كُلُّ شيء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) [القصص:88]. لا إلهَ إلّا اللهُ ((كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبّكَ ذُو ٱلْجَلْـٰلِ وَٱلإكْرَامِ)) [الرحمن:26،  27)

لا إلهَ إلّا اللهُ يفعلُ ما يريدُ، لا إلهَ إلّا اللهُ ذو العرشِ المجيد، لا إلهَ إلّا اللهُ ربُّ السماواتِ والأرضِ وربُّ العرشِ العظيم ، لا إلهَ إلّا اللهُ أخلُو بها وحدي ، لا إلهَ إلا اللهُ يُغفرُ بها ذنبِي ،لا إلهَ إلا اللهُ أختمُ بها عمرِي ، لا إلهَ إلا اللهُ أدخلُ بها قبرِي ، لا إلهَ إلا اللهُ ألقَي بها ربي

فأُّيُّ أمةٍ كنَّا، وأيُّ أمةٍ أصبحنَا!! وأيُّ أمةٍ سنكونُ!!. أيُّ أمةٍ كنَّا قبلَ الإسلامِ، وأيُّ جيلٍ كنَّا قبلَ الإيمانِ، وأيُّ كيانٍ نحنُ بغيرِ القرآنِ.

كنَّا قبلَ لا إلهَ إلا اللهُ أمةً وثنيةً، أمةً لا تعرفُ ربَّهَا، أمةً تسجدُ للحجرِ مِن دونٍ اللهِ ، أمةً تغدرُ، أمةً يقتلُ بعضُهَا بعضًا، أمةً عاقةً، أمةً لا تعرفُ مِن المبادئِ شيئًا فأرادَ اللهُ أنْ يرفعَ قدرَهَا ، وأنْ يُعلي شأنَهَا، فأرسلَ إلينا رسولَ الإنسانيةِ صلَّى اللهُ عليه وسلم .فقال  هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلأُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ  [الجمعة:2].فوقفَ  النبيُّ المختارُ وسطَ صحراءٍ تموجُ بالكفرِ والضلالِ ليعلنَ  للدنيا كلِّهَا أنَّهُ لا إلهَ إلا الملك وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، فتذكرْ أيُّها الحبيبُ  فضلَ لا إلهَ إلّا الله، وعظمةَ لا إلهَ إلا الله، وقدسيةَ لا إله إلا الله. ومعنَى لا إلهِ إلا الله لا معبودَ بحقٍ إلا الله. ومعنَى لا إلهَ إلا الله؛ لا مطلوبَ ولا مرغوبَ ولا مدعُو إلّا الله. ومعنى لا إلهَ إلا الله أنْ تعيشَ للهِ عبدًا ، فتكونَ حيًّا بقوةِ لا إلهَ إلا الله، ومعنى لا إلهَ إلا الله أنْ ترضَى باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلم قدوةً، وإمامًا، ومربيًا، ومعلمًا.

اللهُ رَبّـي لَا أُرِيْـدُ سِـــوَاهُ *** هَلْ فِي الوُجُــوْدِ خالق إلَّا هو!!

الشَّمْسُ وَالْبَدْرُ مِنْ آيـَاتِ قُدْرَتِهِ***وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ فَيْضٌ مِنْ عَطَايَـاهُ

الطَّيْرُ سَبَّـحَهُ ، وَالْوَحْشُ مَجَّدَه***وَالْمَوْجُ كَبَّرَهُ ، وَالْحُوتُ نَاجَاهُ

وَالنَّمْلُ تَحْتَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَدَّسَهُ*** وَالنَّحْلُ يَهْتِفُ حَمْدًا فِي خَلايَاهُ

وَالنَّاسُ يَعْصُونَهُ جَهْرًا ؛ فَيَسْتُرُهُمْ ***وَالْعَبْدُ يَنْسَى وَرَبِّي لَيْسَ يَنْسَاهُ

تابع خطبة عيد الفطر المبارك

أيُّها السادةُ: انتهَى رمضانُ وواللهِ ثمَّ واللهِ إنَّ قلوبَ الصالحينَ إلى هذا الشهرِ تحنُّ، ومِن ألمِ فُراقهِ تئنُّ، انتهَى رمضانُ و في قلوبِ الصالحينَ لوعةٌ، وفي نفوسِ الأبرارِ حرقةٌ، وكيف لا يكونُ ذلك؟ وأبوابُ الجنانِ ستغلقُ، وأبوابُ النيرانِ ستفتحُ، و مردةُ الجنِّ ستطلقُ..وداعًا يا شهرَ رمضانَ ..وداعًا يا شهرَ القرآنِ.. وداعًا يا شهرَ القيامِ.. وداعًا يا شهرَ الإحسانِ  وداعًا يا شهرَ الجودِ والإكرامِ .. وداعًا يا شهرَ العتقِ مِن النيرانِ

انتهى شهرُ رمضانَ  فكمْ مِن صحائفَ بُيضتْ ، وكم مِن رقابٍ عُتقتْ ، وكم حسناتِ كتبتْ !!أيا عبدَ اللهِ يا مَن عدتَ إلى ذنوبِكَ و معاصيكَ و غفلتِكَ : تمهلْ قليلًا ، تفكرْ قليلًا: كيف تعودُ إلى السيئاتِ ، و ربَّمَا قد طهرَكَ اللهُ منها . كيف تعودُ إلى المعاصي؟ وربَّمَا محاهَا اللهُ مِن صحيفتِكَ, يا عبدَ اللهِ أيعتقُكَ اللهُ مِن النارِ فتعودَ إليهَا ؟ أيبيضُ اللهُ صحيفتَكَ مِن الأوزارِ وأنت تسودُهَا مرةً أُخرى ؟ يا عبدَ اللهِ : آهٍ لو تدرِي أيَّ مصيبةٍ وقعتَ فيها . آهٍ لو تدرِي أيَّ بلاءٍ نزلَ بك ، لقد استبدلتَ بالقربِ بُعدًا، و بالحبِّ بغضًا .

أيَا رمضانُ: إنَّ العينَ لتدمعُ وإنَّ القلبَ ليحزنُ وإنَّا على فراقِكَ يا رمضانُ لمحزونونَ ولا نقولُ إلّا ما يُرضِي ربَّنَا .فاللهَ اللهَ في رمضانَ ونفحاتِهِ ,اللهَ اللهَ في رمضانَ ورحماتِهِ ,اللهَ اللهَ في رمضانَ ومغفرةِ الذنوبِ, اللهَ اللهَ في العتقِ مِن النيرانِ.

أيُّها السادةُ : جبرَ اللهُ جلَّ وعلا بخاطرِنَا فمنّ علينَا بالصيامِ والقيامِ والقرآنِ، وجبرَ اللهُ بخاطرِنَا حيثُ وعدنَا بمغفرةِ الذنوبِ وبعتقِ الرقابِ لمَن صامَ وصلَّى وتابَ وأنابَ واستغفرَ فهنيئًا لمَن سابقَ فسبقَ !هنيئًا لمَن تابَ وأنابَ وقُبلَ ؟هنيئًا لمَن أحبَّ اللهَ فأحبَّهُ اللهُ ! هنيئًا لمَن استغفرَ فغفرَ لهُ ؟

 فكمْ مِن مريضٍ جبرَ اللهُ خاطرَهُ فشفاهُ!! وكمْ مِن فقيرٍ جبرَ اللهُ خاطرَهُ فأغنَاهُ !! وكمْ مِن مكروبٍ جبرَ اللهُ خاطرَهّ ففرجَ عنه كربَهّ !!وكَم مِن ضِيقٍ مَرَّ بالنَّاسِ ولَم يَكشِفْهُ إلاَّ اللهُ؟! وكَم مِن بَأسٍ نَزَلَ بِهم ولَم يَرْفَعْهُ إلاَّ اللهُ؟! وكَمْ مِن بَلاءٍ أَلَمَّ بِهِمْ ولَمْ يُفَرِّجْهُ إلاَّ اللهُ؟!﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾(سورة  النمل : 62)

جبرَ اللهُ بخاطرِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم في أمتهِ ووعدَهُ بأنْ يعطيَهُ حتى يرضيه، ((وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)((الضُّحَى: 5) ففي صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  قال – أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَلا قَوْلَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبْراهِيمَ: {رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فمَن تَبِعَنِي فإنَّه مِنِّي} (إبراهيم: 36) الآية، وقالَ عِيسَى عليه السَّلامُ: {إنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنَّهُمْ عِبادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لهمْ فإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} )المائدة  118:)، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتِي، وبَكَى، فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، ورَبُّكَ أعْلَمُ، فَسَلْهُ ما يُبْكِيكَ؟ فأتاهُ جِبْرِيلُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَسَأَلَهُ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بما قالَ، وهو أعْلَمُ، فقالَ اللَّهُ: يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ((  فمَن جبرَ خواطرَ الناسِ جبرَ اللهُ خاطرَهُ، ومَن سارَ بينَ الناسِ جابرًا لخواطرِهِم أدركتْهُ عنايةُ اللهِ في جوفِ المخاطرِ، ومَن جَبرَ خواطرَ المكروبين والمحتاجين جبرَ اللهُ بخاطرِهِ في الكروباتِ والأزماتِ كما جاءَ في حديثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَـأ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِنًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ((رواه الترمذي و عَن ابْنِ عُمَرَ – رضي اللهُ عنهما -، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْراً، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لهُ، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ ىالأَقْدَامُ)) رواه الطبرانيُّ  في الأوسط.فجبرُ الخواطرِ على اللهِ ومَن جبرَ خواطرَ الناسِ جبرَ اللهُ خاطرَهُ   وللهِ درُّ القائلِ         

وأفضلُ الناسِ ما بينَ الورَى رجلٌ ***تُقضَى على يدهٍ للناسِ حاجاتُ

لا تمنعنَّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ*** ما دمتَ مقتدرًا فالعيشُ جناتُ

قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُهُم*** وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ

تابع خطبة عيد الفطر المبارك

أيُّها السادةُ : العيدُ أنْ تجبرَ بخواطرِ الناسِ، العيدُ أنْ تقفَ مع الناسِ في أزماتِهِم، العيدُ أنْ تتأدبَ بآدابِ القرآنِ، العيدُ أنْ تتخلقَ بأخلاقِ القرآنِ، العيدُ أنْ تحسنَ  إلى الناسِ في كلِّ مكانٍ، العيدُ أنْ تعودَ إلى أهلِكَ بالبسمةِ والصفاءِ، العيدُ أنْ لا يخافُكَ مسلمٌ، العيدُ أنْ تعفوَ عمَّن ظلمَك وتُعطِي مَن حرمَك وتصلَ مَن قطعَك، العيدُ لمَن وصلَ ما بينَهُ وبينَ اللهِ العيدُ لمَن وصلَ ما بينَهُ وبينَ الناسِ العيدُ لمَن استعدَّ ليومِ الرحيلِ.

العيدُ فرصةٌ للطاعاتِ ليسَ فرصةً للمنكراتِ، العيدُ فرصةٌ لتحسينِ العلاقاتِ وتسويةِ النزاعاتِ وجمعِ الشملِ وقطعِ العداواتِ بينَ الناسِ قالَ ربُّنَا ( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وصدقَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إذ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ   قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) وصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ. وَاِحْذَرُوا قَطِيعَةَ الرَّحِمِ، قَالَ تَعَالَى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوليْتُم أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ”. فَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ(

أيُّها السادةُ: انتهَى رمضانُ لكنَّ الطاعاتِ لن تنتهٍي، ولئِن انتهَى صيامُ رمضانَ فهناكَ صيامُ النوافلِ كالستِّ مِن شوال فعنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ) ولئِن انتهَى رمضانُ فبابُ التوبةِ مفتوحٌ لا يغلقُ أبدًا

فيَا مقصرًا في أداءِ الصلاةِ ما أجملَ التوبة بعدَ رمضانَ .

ويا أيُّها العاقُّ لوالديهِ ما أجملَ التوبةَ بعدَ رمضان َ.

ويا قاطعَ الرحمِ ما أجملَ التوبةَ بعدَ رمضان َ.

ويا مقصرًا في حقِّ زوجتهِ ما أجملَ التوبةَ بعدَ رمضان َ.

ويا مقصرًا في حقِّ أولادهِ ما أجملَ التوبةَ بعدَ رمضانَ .

ويا مقصرًا في حقِّ جيرانهِ ما أجملَ التوبةَ بعدَ رمضانَ .

ويا عاشقًا للغيبةِ والحديثِ في أعراضِ الناسِ وأسرارِهِم ما أجملَ التوبةَ بعدَ رمضانَ .

ويا آكلً الربَا ما أجملَ التوبةَ وأكلَ الحلالِ بعدَ رمضانَ .

ويا مدخنًا ما أجملَ التوبةَ بعدَ رمضانَ .

ويا أختِي غير المحجبةِ ما أجملَ الحجابَ بعدَ رمضانَ .

{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31] وللهِ درُّ القائلِ

رأيتُ الذنوبَ تُميتُ القلوبَ *** وقد يُورثُ الذُلُّ إدمانَها

وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ *** وخيرٌ لنفسِكَ عصيانُهَا

أسألُ اللهَ تعالى أنْ يجعلنَا مِن المقبولِين ، وأنْ يختمَ لنا بخيرٍ وأنْ يجمعنَا على خيرٍ وحفظَ اللهُ مصرَنَا مِن كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

 وكلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ بل أنتُم الخيرُ لكلِّ عامٍ وتقبلَ اللهُ منَّا ومنكم صالحَ الأعمالِ

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز   

 إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »